لجدة : كثير من الخطباء يعيدون خطبهم ويكررونها حتي يكاد الناس يحفظون
مما يقولونه مما يدعو السامعين الى السامة والملال
اذكر اننى كنت ادعى للخطا بة في الفرق المسكرية المرابة على
الضفة الغربية للقنا ل قبل العبورة, كما
دعى كثرون من كبار الطماء لتقوية الوح المعنو ية في الجيش, وكان من عادتى ان اسال
لضباط والجنود او المجتمعين في النادى الدى اخطب فيه عن الموضوع الذى يودون منى
الحديث عنه, فقال لى الضباط والجنود اخطب في اى موضوع تحتاره ما عدا موضوع((
الجهاد))_ وكان هو الموضوع الذى كقلت به_ وذلك لانهم سمعوا مئات الخطب في هذا
الموضوع وحفظوا عشرات الايات والاحاديث فيه. فقلت لهم : ((اننى ساتحدث اليمكم عن
تاريخ موقعة عظيمة غيرت مجرو التاريخ, وقفت فيها مصر وحدها امام جيوش اوربا
باكملها بقياة امبر اطور فرنسا لويس الرابع عشر, وكان الذى يوجه جيش مصر امراة)),
وتحدثت اليهم عن موقعة المنصورة وعن شجرة الدر وكيف كتمت موت وجها السلطان
والصدارت الى القادة اوامر مختومة بخاتمه عتى تم النصر المبين. وقد استطعت ان اففث
فيهم روح لجهاد والتضحية والفداء دون ان اذكر كلمة واحدة عن الجهاد.
والخطيب يستطيع ان يجدد في اسلوبه وان يغير اساليب العرض في الموضوع
الذى يتنلوله ليئاتي فيه بالجدد الذى يستدعى الانتباه, والجدة تجتذب اليها الاسماع
والقلوب وتشير الانتباه, ويساعد الخطيب على التجديد, ضرب الحكم والامثال, وسرد بعض الاقاصيص الهادفة, ويعين الخطيب في
التجديد تناول الاحداث المعاصرة والمشكلات التى تشغل اذهان الجماخير. اما الخطباء
الذين يتركون المسائل الهامة المعاصرة ليتحدثوا عن الرقيق وعن العتق وعن واد
البنات...
فانهم يعيشون منعزلين عن المجتمعات, فهم في واد وجماهير هم فى واد
اخر. وبهذا يفشلون.